جراحة اصلاح الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق
- الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق هما تشوهان في الوجه والفم يحدثان مبكرا جدا في الحمل، أثناء تكون الجنين في رحم الأم. يحدث الشق عندما لا يكون هناك أنسجة كافية في منطقة الفم والشفتين، واندماج بشكل غير جيد للأنسجة في هاتين المنطقتين.
- الشفاه الأرنبية هي فاصل أو شق طبيعي بين جانبي الشفة العلوية ويظهر علي شكل فتحة ضيقة في جلد الشفة العليا. هذا الشق غالبا ما يمتد خلف قاعدة الأنف وقد يشمل عظام الفك العلوي و/أو اللثة العلوية.
- شق سقف الحلق هو فاصل أو فتحة في سقف الفم من الداخل، وقد يشمل الجزء العظمي من سقف الحلق و/أو الانسجة الرخوة للحلق من الداخل.
- الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق قد يحدثان في جانب واحد من الفم أو في الجانبين، نظرا لنمو الشفتين والحلق بشكل منفصل. حيث يمكن حدوث الشفاه الأرنبية بدون شق سقف الحلق، أو حدوث شق سقف الحلق بدون الشفاه الأرنبية، أو قد يحدثان معا.
نسب الإصابة بالشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق:
- الشفاه الأرنبية، مع أو بدون شق سقف الحلق تصيب طفل من كل 700 طفل سنويا، ويعتبر العيب الخلقي الرابع في الترتيب من حيث الشيوع.
- نسبة الإصابة بالشفاه الأرنبية في الذكور أعلي من الاناث سواء مع أو بدون شق سقف الحلق.
- نسب الإصابة بشق سقف الحلق في الاناث أعلي بدون الشفاه الأرنبية.
أسباب حدوث الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق:
- في أغلب الحالات، سبب الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق غير معروف. هذه الحالات لا يمكن منعها. يعتقد معظم العلماء أن هذه الشقوق نتيجة لاجتماع عوامل وراثية مع عوامل بيئية محيطة. حيث تظهر فرص أعلي للإصابة بهذه الشقوق عندما يكون أحد الوالدين، أو الأقارب مصابا بنفس الحالة.
- من الأسباب الموضعية الأخرى لهذه الحالة قد يكون تعاطي الأم لبعض الأدوية خلال فترة الحمل. منها الأدوية المضادة للتشنجات، أدوية علاج حب الشباب، بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأورام السرطانية، التهابات المفاصل الحادة، والصدفية.
- الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق قد يحدثان بسبب التعرض لعض الفيروسات أو المواد الكيميائية أثناء نمو الجنين في الرحم.
- في بعض الحالات الأخرى قد تكون الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق جزء من حالة مرضية أخري.
تشخيص الشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق:
نظرا لأن الحالتين يسببان تغييرات جسدية واضحة، فمن السهل للغاية تشخيصهما. الموجات فوق صوتية قبل الولادة تستطيع في بعض الأوقات اكتشاف الإصابة بالشق في الجنين قبل ولادته. في حالة عدم مقدرة الموجات الفوق صوتية على التشخيص قبل الولادة، الفحص الطبيعي للفم والأنف والحلق يؤكد الإصابة بالحالة بعد ولادة الطفل. في بعض الحالات الفحوصات التشخيصية قد يتم اجراؤها للكشف عن أي تشوهات أخري.
المشاكل والصعوبات المصاحبة للشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق:
- مشاكل وصعوبات في تناول الطعام: مع وجود هذا الشق في سقف الحلق، الطعام والسوائل قد يمران من الفم الي الأنف. لحسن الحظ تتوافر عبوات حفظ السوائل والحلمات الصناعية التي تضمن مرور تغذية الطفل مباشرة الي المعدة. الأطفال المصابون بهذه الحالة قد يضطرون لوضع حلق صناعي لمساعدتهم على التغذية بشكل طبيعي حتى يصبح التدخل الجراحي ممكنا.
- العدوي في الأذن/فقدان السمع: الأطفال المصابون يشق سقف الحلق يزداد خطر تعرضهم لعدوي الأذن. حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بتجمع للسوائل في الأذن الوسطي. في حال ترك هذا التجمع بدون علاج، عدوي الأذن قد تسبب فقدان السمع. لمنع ذلك من الحدوث الأطفال المصابون بشق سقف الحلق يحتاجون لتركيب أنابيب خاصة في طبلة الأذن لتساعد على تصريف السوائل، كما يجب فحص والتأكد من سلامة السمع مرة في السنة الواحدة.
- مشاكل في الكلام: الأطفال المصابون بالشفاه الأرنبية وشق سقف الحلق يعانون من مشاكل في الكلام. حيث لا يخرج صوتهم بشكل سليم، الصوت قد يأخذ شكلا أنفيا (خنفان)، والكلام يصبح صعبا في الفهم. لا يعاني كل الأطفال من هذه المشكلة والجراحة قد تصلح هذه المشكلة بشكل كامل في بعض الحالات. بالنسبة للأخرين، طبيب خاص، يسمي معالج صوتيات أو اخصائي تخاطب، يعمل مع هذه الحالات لحل مشاكل الكلام.
- مشاكل في الأسنان: حيث أن الأطفال المصابون بالشقوق معرضون بشكل أكبر لزيادة عدد التجاويف في الفم وغالبا ما يؤدي ذلك الي زيادة أو نقص في عدد الأسنان، تشوه، أو تغيير في مكان بعض الأسنان، مما يجعلهم في حاجة لطبيب أسنان واخصائي تقويم أسنان للعلاج. الأطفال المصابون بشق سقف الحلق غالبا ما يصابون بعيب الحافة السنخية alveolar ridge defect العظام التي تنمو فيها الأسنان في اللثة العلوية قد يحدث فيها تغير في مكان، ميل، أو دوران للأسنان الدائمة، قد تمنع الأسنان الدائمة من الظهور، منع الحافة السنخية من التكوين. هذه المشكلة دائما ما يتم حلها بعملية جراحية في الفم.
من يقوم بعلاج الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق؟
نظرا للعديد من المشاكل في صحة الفم والمشاكل الطبية المصاحبة للشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق، فريق من الأطباء والمعالجين قد يشتركون في العناية بالأطفال المصابون بهذه الحالة، أعضاء هذا الفريق قد يكون من المذكورين بعد:
- جراح تجميل: لتقييم وأداء الجراحات الضرورية المطلوبة في الشفاه والحلق.
- طبيب أنف وأذن وحنجرة: لتقييم مشاكل السمع وتحديد خيارات العلاج المتاحة لمشاكل السمع.
- جراح متخصص في الفم: لتصحيح وضع أجزاء الفك العلوي إذا دعت الحاجة لذلك، لتحسين الوظيفة والشكل ولإصلاح الشق في اللثة.
- اخصائي تقويم أسنان: للعمل على تصحيح وضع واستقامة الاسنان.
- طبيب أسنان: للقيام بالرعاية الروتينية المعتادة بالأسنان.
- اخصائي تركيبات أسنان: للقيام بعمل أسنان صناعية لتحسين المظهر والمقدرة على القيام بالوظائف المعتادة للفم مثل الأكل والكلام.
- اخصائي علم أمراض الكلام: لتقييم وتقدير مشاكل الكلام والتغذية.
- معالج للكلام (اخصائي تخاطب): للعمل مع الطفل علي تحسين الكلام.
- اخصائي صوتيات: لتقييم وتقدير مشاكل السمع.
- طاقم تمريض للقيام بالمتابعة المستمرة لصحة الطفل.
- طبيب نفسي: لتقديم الدعم النفسي للأسرة والطفل.
- اخطائي علم وراثة: لمساعدة الأهل في تفهم إمكانية حدوث هذه الحالة في أطفالهم القادمين.
يعمل فريق الرعاية الصحية معا على عمل مخطط للعناية يتوافق مع احتياجات كل مريض. العلاج غالبا ما يبدأ في مرحلة الرضاعة ويستمر حتى بعد البلوغ.
علاج الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق:
- الشفاه الأرنبية قد تحتاج لعملية جراحية أو عمليتين بناء على مدي حجم الإصلاح المطلوب. أولي العمليات الجراحية دائما ما يتم اجراؤها قبل بلوغ الطفل عمر 3 شهور.
- إصلاح الشق في سقف الحلق غالبا ما يحتاج لجراحات متعددة حتى بلوغ عمر 18 عاما. الجراحة الأولي لإصلاح الشق في سقف الحلق يتم اجراؤها عندما يبلغ الطفل ما بين 6-12 شهر. الجراحة الأولي يتم فيها عمل سقف حلق وظيفي، لتقليل فرصة تجمع السوائل في الأذن الوسطي، كما تساعد على النمو الصحيح للأسنان وعظام الوجه.
- الأطفال المصابون بالشق في سقف الحلق قد يحتاجون أيضا لعملية تطعيم بالعظام عندما يبلغون عمر 8 أعوام لملء العظام في خط اللثة العليا لدعم الأسنان الدائمة واستقرار الفك العلوي. نحو 20% من الأطفال المصابون بالشق في سقف الحلق سيحتاجون الي جراحات إضافية لتحسين الكلام.
- بمجرد نمو الأسنان الدائمة، غالبا ما سيكون هناك حاجة لتثبيت جهاز تقويم الأسنان للعمل على استقامة الأسنان.
- عمليات إضافية قد يتم اجراؤها لتحسين المظهر الخارجي للشفاه والأنف، قفل الفتحات بين الفم والأنف، المساعدة على التنفس، استقرار واستقامة الفك.
- إصلاحات نهائية لبعض الندبات الناتجة عن الجراحات الأولي، غالبا لن يتم اجراؤها حتى يصل الطفل الي مرحلة المراهقة ليكون قد اكتمل نمو الوجه.
خطوات اجراء جراحة اصلاح الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق:
- التخدير.
- القطع (الفتح الجراحي): الهدف من جراحة اصلاح الشفاه الأرنبية هو غلق الفاصل في الشفة العلوية والعمل على قيام الشفة بوظيفتها الطبيعية، عودتها الي شكلها الطبيعي. القطع يتم في كلا جانبي الشق لتخليق ما يشبه الرفرف أو الأجنحة للجلد، ثم يتم سحب العضلات والأنسجة داخل الفم معا ليتم خياطتهما سويا لإعادة الشفة العليا لشكلها الطبيعي وكذلك الأنف.
اصلاح الشق في سقف الحلق يتطلب إعادة وضع الأنسجة والعضلات بشكل دقيق وحذر لغلق الشق وإعادة بناء سقف الفم. يتم القطع في جانبي الشق وتخليق ما يشبه الرفرف أو الأجنحة ليتم استخدامهم في تجميع أنسجة الحلق. هذا سيتضمن إعادة وضع أنسجة الحلق الرقيقة المستخدمة في الكلام في وضعها الصحيح. ثم يتم خياطة مكان الإصلاح، عامة ما يكون بطول خط في منتصف سقف الفم، معطيا طولا كافيا للحلق للسماح بالتغذية الطبيعية، التطور في الكلام، واستمرار النمو خلال الحياة.
- غلق القطع (الفتح الجراحي): بمجرد الانتهاء من إصلاح الشقوق سواء في الشفة العليا أو في سقف الحلق يتم الخياطة باستخدام الخيط الطبي اللازم والمناسب.
- رؤية النتيجة: الندبات الناتجة من عملية الإصلاح بشكل عام يتم اخفاؤها في الشكل الطبيعي للشفة العلوية والأنف. مع مرور الوقت، ستتلاشى هذه الندوب وستتحسن قدرة الطفل علي النمو وقدرة الفم والحلق على القيام بوظائفهم الطبيعية.
التوقعات لما بعد عملية اصلاح الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق:
على الرغم من أن علاج الشفاه الأرنبية والشق في سقف الحلق قد يمتد لعدة سنوات وقد يحتاج لعدة عمليات جراحية بناء على مدي التشوه، لكن أغلب الأطفال الذين يصابوا بهذه الحالة يستطيعون بعد الإصلاح الحصول على مظهر خارجي طبيعي، الكلام بشكل طبيعي، القدرة على الأكل بشكل طبيعي.